إن ديننا هو الإيمان والصلاة والزكاة، وهذه أساسيات الدين الثلاثة التي إن لم يأت بها العبد فلا عصمة لدمه ولا ماله كما في الحديث: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله )، أما الصيام فعبادة خفية، وأما الحج فيجب في العمر مرة، لكن هذه الثلاث هي الأصل، لأنها تدل على ما بعدها فديننا هو هذا، ومن انقص منه شيئاً فهو لم يأت به، فلو قال رجل: أشهد أن لا إله إلا الله، ولكن لا أصلي لم يكن قد دخل في هذا الدين، ولا أخوة له في الدين، ولو قال: أشهد وأصلي، ولكن لا أزكي لم تثبت له الأخوة في الدين، لأنها تثبت بهذه الأمور، فقرن الإقرار والتصديق الذي هو معنى: (تابوا)، أي: أقروا بشهادة الحق ونطقوا بكلمة الإخلاص، وعملوا العمل وهو الصلاة والزكاة.
وقال رحمه الله: (وقال معمر عن الزهري : [ كنا نقول: الإسلام بالإقرار، والإيمان بالعمل ]) أي: كانوا يفسرون أيام التابعين الإسلام بالإقرار، والإيمان بالعمل، وهو كما في حديث جبريل درجةٌ أعلى.
يقول: (والإيمان قول وعمل، وهما قرينان لا ينفع أحدهم إلا بالآخر) فلا ينفع قول بلا عمل، ولا عمل بلا قول.
ثم قال: (وما من أحد إلا يوزن قوله وعمله، فإن كان عمله أوزن من قوله صعد إلى الله، وإن كان كلامه أوزن من عمله لم يصعد إلى الله)، وهذا يذكرنا بالآية المتقدمة: (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ))[فاطر:10].
(ورواه أبو عمر الطلمنكي بإسناده المعروف).